ولكن هناك خلط كبير بين الناس حول مفهوم الجرأة كسلوك حضاري وبين الوقاحة كسلوك غير مرغوب فيه...وسوف نسلط الضوء ان شاء الله على الفرق بينهما.
إن الجرأة تعبر على ان صاحبها يمتلك شخصية قوية، وهي بناءة و ايجابية، نافعة للشخص وللناس المحيطين به.
الشخص الجريئ قلما يضيع حقه، وقلما يفشل في حياته اذا توفرت فيه الشروط الاخرى للنجاح في حياته، الشخص الجريئ يعتمد عليه الاخرين في الدفاع عن حقوقهم، الشخص الجريئ يعرف متى يصمت ويعرف متى يتكلم، لا يخجل بتاتا من التعبير عن آرائه بكل حرية وبكل نرجسية، كما يحس الناس عند وجوده بالراحة والهناء، غير متكبر ويحترم الجميع ، لكن احيانا نتصادف مع ناس جريئين ووقحين في نفس الوقت، قد نقول انهم اصحاب مصالح شخصية، وانانيين ، قد يظن الناس انهم يعملون لمصالحهم ، لكن بداخلهم يغلي من اجل النيل منهم وتحقيق مآربهم على حسابهم وفي الاخير قد يتخلوا عنهم.
أما الوقاحة في تعبير عن عدم الخلق والتسلط على الغير والتجبر عليهم والاستهزاء بهم، وصاحبها شخصيته ضعيفة وهشة ولا قيمة له، فهي سلوك هدام وسلبي ، الوقاحة تضر الاخرين وتضر صاحبها نفسه .
إننا نحتاج الى الجرأة للدفاع عن انفسنا دون المساس بكرامة الاخرين ، ونحتاج اليها للتعبير عما يدور في خواطرنا من افكار وتحديات، واذا كانت لنا رسالة عامة ونريد ان نعرضها على الناس، فلابد ان نكون جريئين في ذلك وذلك عن طريق المناقشة والتحليل والطرح ،واعظم الجراة هي الجراة في الحق.
